هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نعتذر عن تعطيل المنتدى للتنسيق .. وسيعاد فتحه 8 اكتوبر 2012 , الساعة 12 ظهرا بتوقيت مكة المكرمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:07 pm




بسم الله الرحمان الرحيم

اقدم لكم اليوم الرواية الكوميدية الرائعة : صاحب اسوإ حظ في العالم .
و اود التنويه الى انها ليست رواية شخصية .. لكنها راية رائعة

-------------------------
PART1 خطأ في العنوان
كان يسير على الرصيف بخطى متثاقلة جدا، وكأنه يجر محراثا على صخرة عظيمة، وكأنه يسير على كوكب ذا جاذبية تفوق جاذبية الأرض بأضعاف...
الكآبة تظهر على وجهه المخطط بالأسود والأبيض، لو نظرت إليه لذكرك بشاشة تلفاز قديم مصاب بعطل كهربائي، أو عاجز عن التقاط القناة...
شعره الأغبر عبارة عن قاموس يحوي كل مرادفات ومستلزمات ومشتقات كلمة تعيس، لو تمعنت جيدا لوجدت فيه كلمات لا وجود لها إلا هناك.
إذا صادفك فجأة، قبالتك أو بجانبك، إياك أن تنظر إليه، لأن النظر إليه سيجعل معنوياتك تنهار كما انهارت العمارة البريئة في منهاتن بسبب سقوط البرجين.
إنه شارد الذهن دوما، يبدو وكأنه يحاول أن يحدد قيمة الحرف (ت) (i) وحدة الجزء التخيلي في الأعداد المركبة.
الآن، سيقطع الطريق، لم ينظر لا إلى اليمين ولا إلى الشمال، طبعا فما مروان الآن إلا صورة ثلاثية الأبعاد للحم والدم تكسوها قطع قماش..
إنه يقصد مقهى (سرتين)، المقهى التابع لأكبر مجمع تجاري في المدينة (مجمع سرتين)، رغم أن مستوى الخدمات في هذا المجمع رفيع جدا
إلا أن الأسعار جد معقولة، مقهى ومطعم فاخر، محل لبيع مواد التنظيف وأروقة خاصة بالمواد الغذائية، هذا في الطابق الأرضي،
أما الطابق الأول فهو عبارة عن مكاتب خاصة بالبحث والتطوير والإحصاء وغيرها مما يعود بالفائدة على العام والخاص،
وهناك عشرون طابقا آخر عبارة عن فندق بخمسة نجوم زائد واحد.
jمروان الآن في وسط الطريق شبه نائم..
(طيططططططططططططط)
(واوووو، ما هذا؟ ماذا يفعل هذا القطار الباخرة هنا؟ أين أنا.. أحس بالطنين في أذني اليسرى التي لا أعرف أين هي،
ربما خرجت من اليمنى، أوه أحس بحكة في أسفل الجهة اليسرى من مخي..)
إنها زمارة قوية جدا أسقطت مروان المسكين أرضا بعد أن امتصت طاقة رجليه كلية، إ
نها أكبر شاحنة رآها في حياته، كم كان يتمنى أن يراها وهو صغير، لكن ربما ليس في هذه الحال المريعة والتي تشبه حال ذلك المتشرد الذي نام
في محطة القطار فرأى فيما يرى النائم أنه نائم على عرش كليوبترا وهذه الأخيرة كانت تطرد عنه الذباب بمروحة ذهبية...
غير أن قطار الثانية صباحا طرد شيطان كليوبترا من منام المسكين وأيقظه بطريقة سيئة...
(حسدتمونا حتى في المنام، تبا لكم، هي لكم، كليوبترا وعرشها).
هي قصة تذكرها مروان في تلك اللحظة التي ذهب فيها عقله مع زمارة الشاحنة وما وجده
إلا شاردا يبحث في ملفات ذاكرته عن عنوان الكتاب الذي قرأها فيه..
(طيطططططططططططط، انهض هل نبيت هنا أيها الأحمق؟؟).
زمارة الشاحنة ثانية، وصياح صاحبها.. إنه حظ عكر.
(على الأقل دعني أتذكر اسمي، أو أين أنا، لقد أفزعتني، حسنا أنا.. سأبتعد).
أسرع مروان إلى المقهى دون أن يتأكد من كمال أعضاء جسمه، لا يهم لأنه لم يتذكر بعد الهيئة التي كان عليها جسمه.
أسرع مروان نحو المقهى، إنه يبدو كذلك الجندي، الناجي الوحيد من مذبحة تعرض لها أصحابه السبعون ألفا وستة عشر.
جلس المسكين عند أول طاولة صادفها، ربما هو الآن لا يميز بين الجهات الأربع.
كانت هذه الطاولة هي الأقرب إلى دكان مواد التنظيف، نعم هي الأقرب.
قام مسرعا إلى ما يعتقد أنها ثلاجة، فتح بابها، أخرج زجاجة ما يظن أنه عصير التفاح وشربها دفعة واحدة...
كان الطعم غير مألوف، لكن الرائحة التي تركها مألوفة، أين شم مثل هذه الرائحة؟
نعم ها قد تذكر، في الريف، في خم الدجاج عندما تنظفه جدته مرة كل سنة.
التفت مروان عائدا إلى الطاولة، لكنه اندهش واحتار فتساءل:
(ماذا يفعل باب المقهى في الجهة المقابلة؟).
التفت خلفه نحو اللافتة الإشهارية ببطء خائف من المفاجأة...
(مواد التنظيف، صحة ونظافة)
هذا ما كتب على اللافتة.
بعد هذه المفاجأة وجه رأسه شيئا فشيئا، ببطء سلحفاة وخوف أرنب، إلى زجاجة عصير التفاح كريه الرائحة:
(معنا فقط، تسريح البالوعات أسهل وأسرع... خطير لا يترك في متناول الأطفال)
إنها لغة إشهارية راقية، هكذا تكون الدعاية للمنتوجات وإلا فلا، سيكون هذا تعليق
مروان بلا شك لو أنه لم يتناول محتوى الزجاجة دفعة واحدة، أما وأنه فعل، فإن الأمر سيكون مختلفا تماما...
لا بد الآن أنه ينتظر جرس الطوارئ الذي يعلن عن بدء مباراة ساخنة وحرب حامية الوطيس، لا يجتازها إلا الأبطال البواسل.
بدأ يتقيأ بشدة، وفي ذهنه أن هذا ما يسمى بالتسريح العلوي، وهناك التسريح السفلي والذي هو على الأبواب.
خرج البائع من المحل ما إن سمع صوت مروان:
(ما بك؟ ما بك يا بني؟).
(إنها هذه الزجاجة، لا.. إنه عقلي الذي ذهب مع الشاحنة، إنه الحظ).
لم يفهم صاحب المحل شيئا إلا بعدما حمل الزجاجة.
(أسرع بني، أسرع هناك مرحاض كبير في المقهى، أسرع قبل الكارثة).
وأنت تسمع صاحب المحل يتلفظ بالكارثة، تحس أن نيزكا يقترب من الأرض بسرعة عالية،
يحملك الخيال بعيدا لترى منقذ العالم، الرجل الشجاع البطل الوحيد، كل الآمال معلقة عليه،
هو الذي سيصل إلى قلب النيزك ليجد حفرة هناك ويلقى بما أثقل حمله فيها حتى يفجر النيزك وينقذ الأرض...
انطلق مروان مسرعا إلى المقهى وما إن ابتعد قليلا، حتى ضحك البائع ضحكة فخر واعتزاز تصلح في الدعاية الإعلامية، ثم قال وهو يهز الزجاجة:
(حقا.. معنا فقط.. أسهل وأسرع، نحن لا نغش في المنتوج أبدا، ولا نشتري السلع المغشوشة، هذه السلعة الأصلية ها.. ها..).
كان مروان يجري ورجلاه تتلوى، كمن أصابه الكساح، أو كمدافع كرة قدم يخاف أن يمرر المهاجم الكرة بين رجليه.
لكن رغم هذا كان جل تفكيره في بطن كلمة (مرحاض كبير)، لقد استهلكت كل فكره، لماذا قالها البائع؟ ماذا يقصد؟
هل كان يسخر منه؟ ما دخل كلمة كبير في القضية؟ وما حاجة المسكين إلى مرحاض كبير، المهم أن يجد ما...
المهم أن يجد منقذ العالم حفرة تناسب المفجر في جسم النيزك.
نعم هذا هو مروان يحسب لأي شيء ألف حساب، ربما يكون البائع قد قالها بمحض الصدفة،
ربما تأخرت كلمة كبير في طريقها من مخه إلى فمه بعد أن ضلت الطريق،
ربما كانت كلمة كبير هذه تابعة لجملة قالها قبل أربعين سنة عندما سأله أبوه هل أنت صغير أم كبير فقال أنا...
وكبير لم تصل حتى الآن، أي حتى كبر.
لكن مروان أحمق يحسب لكل شيء ولا يخرج بشيء.
دخل مروان صالة المقهى:
(أين هو؟ أين هو؟).
اندهش الجميع عمن يبحث هذا العجول من أمره، ربما تخيله بعضهم أنه مجرم خطير جاء يبحث عن أحدهم كي يقتله،
أو ربما رجل مباحث جاء يبحث عن المجرم الذي جاء يبحث عن أحدهم ليقتله، أو ربما ظنه أحدهم صديق
المجرم الذي سينقذ صاحبه من الشرطي، لقد كان مختبئا، أو ربما زميل الشرطي والذي سيحسم الموقف ويحل القضية نهائيا.
قال أحد الزبائن:
(لست أنا، أقسم أني بريء، هو من فعل ذلك، كان وحده؟).
وسأل النادل:
(من هو؟ من هو؟).
(المرحاض، المرحاضضضض).
(هو هناك، ذلك الباب) وأشار النادل بيده.
تنفس ذلك الزبون الصعداء:
(قلت لكم أنني بريء، ها هو سيقبض عليه).
كان الزبون مجنونا يأتي كل ساعتين لشرب قهوة مجانية هنا.
دخل مروان، وأغلق الباب بسرعة، واستعد المنقذ لإلقاء القنبلة في قلب النيزك،
لكنه وما إن التفت لم يجد الحفرة، لقد وجد مروان سلما ينزل إلى تحت.
لكن المشغل الآلي ألقى القنبلة ولا سبيل لإعادتها سيموت المنقذ مع النيزك،
لن يستطيع إنقاذ كل الأرض لكن يكفي بعضها ورجل وامرأة لإعادة إعمارها، سيصفقان له كثيرا.
لقد هاجم قلب الهجوم بسرعة كبيرة، لم يستطع المدافع فعل أي شيء وهو يرى الكرة تمر بين قدميه،
مرت الكرة ولم ينفع إغلاق المدافع رجليه بعدها، للأسف.
إنها أول دفعة من البعثة الدبلوماسية الخاصة بمسرح البالوعات، إنها لا تنتظر الإذن أبدا،
تزور متى شاءت وفي أي مكان شاءت، نعم هكذا لأن شركاتها قوية ولا تغش في المنتوجات.
انطلق مروان إلى أسفل وانطلقت معه بطنه إلى أسفل، كانا في سباق، إنها الدورة الأخيرة،
من سيسبق الآخر، لقد سبقته، ومرت الكرة بين رجلي المدافع مرة أخرى، ووصلت دفعة ثانية من البعثة وثالثة ورابعة... إنه احتلال.
كان مروان مستمرا في النزول، لم يبالي، قرر الكفاح، قرر الاستمرار حتى النهاية، ولا تهم النهاية، كيفما كانت تكون، المهم أنها نهاية.
إنه يتذكر البطل الأسطوري الذي حارب وواجه التنين الضخم من أجل تحرير الحسناء ليتزوجها بعدها ويعيشا في سعادة.
ينزل وينزل، من الطابق س إلى الطابق ع، معادلة تفاضلية من الدرجة العاشرة بمجهولين س وع.
أحس أنه في برجي كولا لمبور.
أخيرا وبعد طول نزول، وصل دون أن يحل المعادلة، المهم أنه وصل.
قاعة فخمة، كانت تحفة لامعة، مليئة بالمكيفات الهوائية.
إنها قاعة لاستقبال البعثات، وليس لاستقبال...
قرر العودة إلى سطح الأرض صعودا، بكل تحدي، إنه بطل حقا.
لقد حدث له في نزوله وصعوده ما حدث لتاجر زار منهاتن لأول مرة في حياته،
كان ذلك في العام ألفين، أدهشه منظر برجي التجارة وكذلك البنايات المحيطة بهما.
ما أروع أن يكون في الطابق المائة يتفرج من النافذة على كل شيء،
لا بد أن كل شيء سيظهر صغيرا مما يجعله يحس بكبر نفسه، فيضحك غرورا حتى ينسى جزءا من عقله قرب النافذة.
كان هذا التاجر عند صديق له بمكتبه في الطابق المائة، ولما أنهى الزيارة
وهم بالنزول أراد استعمال المصعد الآلي، لكن لسوء حظه تعطل المصعد، (أو على الأقل هذا ما ظنه).
سأل عن وقت عودته إلى العمل فقالوا بعد حوالي نصف ساعة.
(لن أنتظر سأستعمل السلم، فأنا لا وقت لدي أضيعه).
وفعلا استخدم السلم المظلم الذي لم يكن أحد يستعمله إلا في الضرورة القصوى.
وصل إلى تحت أخيرا، نظر في ساعته:
(رائع لم يستغرق ذلك إلا عشر دقائق، ها قد ربحت عشرين دقيقة، الوقت ثمين، ثمين جدا، لو أنني بقيت هناك لكنت هناك لحد الآن).
رمى يده في جيبه فلم يجد بطاقة هويته، لقد نسيها فوق بعدما شرد ذهنه في مناظر الأبنية الفخمة التي كانت تظهر صغيرة تحته...
قرر العودة إليها سريعا...
ما شد ذهنه وهو يلتفت عائدا شعوره بتعب وجوع شديدين.
سأل عن المصعد فقالوا: (عطل متعمد يحدث كل 24 ساعة وخمس دقائق من أجل الصيانة، يدوم العطل 37 دقيقة ونصف، أي سيعود المصعد للعمل بعد...).
فقاطعهم قائلا:
(لا داعي لأن تشغلوا فكري بهذه الحسابات، سأستخدم السلالم).
وانطلق المسكين صعودا ليصل بعد مدة زمنية...
نظر إلى الساعة:
(رائع لقد استغرق ذلك سبعة عشر دقيقة فقط، كم أنا محظوظ، لقد ربحت معهم...
أوه لا داعي أن أشغل فكري بالحساب المهم أنني ربحت).
كان المسكين يسير كأتان حملوها ما يحمل الجمل في موطنه الصحراوي،
كان يحس أن رجلاه تغوصان في الأرض، أما بطنه فكادت تتكلم من شدة الجوع...
شعور غريب حقا، رغم أنه لم يمر من الوقت الكثير.
دخل مكتب صديقه، ففرح هذا الأخير برؤيته ثانية وأقبل إليه مُرَحّبا:
(أهلا بعودتك ثانية، ظننت أنك غادرت إلى وطنك)
(سؤال غريب، ما به صديقي لقد كنت لتوي معه؟) هكذا كان يحدث صاحبنا نفسه.
فجأة أخذت انتباهه الرزنامة التاريخية على الحائط، لقد مرت ثلاثة أيام، يوم وعشر دقائق في النزول،
ويومان وسبعة عشر دقيقة في الصعود، أخيرا فهم درس الفيزياء الذي لطالما حيره،
فهم ما درسه في الثانوية قبل عقود عن نظرية آنشطاين والنسبية الزمنية،
أخيرا جرب السفر في الزمن إلى المستقبل لمدة ثلاثة أيام، أخيرا عرف أن السفر بهذه
الطريقة حتى ولو أمكن فإنه تضييع للوقت وحرق أشواط ممتعة من الحياة...
وأدرك بأن أباه كان محقا عندما نعته بالأحمق في مرة من المرات...
بدأ الندم يتسلل إلى قلبه، إنه لا يستطيع العودة إلى الخلف، فقال في قرارة نفسه:
(ليتني ناديت صاحبي من تحت عساه يسمعني، فربما يفهمني، فيرمي إلي ببطاقة هويتي من النافذة، هكذا أربح يومين على الأقل...).
(أوه، لكن المشكلة أن رياح الغرب قوية، قد لا تسمح لها بالسقوط الحر العمودي،
قد تسوقها بعيدا ولا تهوي ببطاقة هويتي إلا في مكان سحقا، ربما برمودا..).
ثم ضحك من نفسه وقال: (الأصل هو ليتني لم أترك الدهشة والإعجاب بهذه المباني يسيطران
على فكري فأنسى بطاقة هويتي، المهم حدث الذي حدث، علي أن أكون أكثر حذرا في المرة القادمة) أخيرا اعتبر.
ومع مروان الذي وصل بعد جهد جهيد إلى الأعلى،
لم نستطع أن نرافقه صعودا لأن ذلك ممل جدا، لذا تركناه وحده وذهبنا برفقة التاجر إلى منهاتن.
وصل مروان إلى فوق وكانت ريحه تسبقه بأمتار، وقبل أن تمتد يده لفتح الباب صاح النادل:
(لا تفتح الباب، ما الذي عاد بك أيها الـ...، لماذا لم تنظف نفسك؟).
قال ذلك المجنون وكان قد عاد مرة أخرى لتناول قهوة مجانية:
(ربما اكتشف أني خدعته، لم يكن المجرم هناك، لقد هرب).
وهنا رد مروان: (قلت لك المرحاض وليس غرفة استقبال البعثات).
(إنها تلك الغرفة الفسيحة المريحة... من أجل راحة الزبائن هنا وهناك).
عاد مروان أدراجه، أحس أنه سينقلب كالجورب المثقوب، أحس أن أحشاءه ستخرج... لكنه رغم ذلك مستمر.
لقاء تحت الأرض
مكث مروان مدة طويلة في تلك الغرفة، حتى أنه كاد ينام لولا دقات قوية على الباب.
(هيه أنت، هل أنت على ما يرام؟.).
(نعم أخيرا أنا بخير، لكن الملابس ليست بخير).
(خذ هذا الدواء سأعود بعد لحظات)
تناول مروان الدواء ولم تمض خمس دقائق حتى عاد الرجل:
(خذ هذه الملابس، استر فيها نفسك).
كان مروان حائرا من الذي يخاطبه إنس أم جان، خاصة وأنه في أعماق الأرض،
وما أيّد ظنه بأن من يخاطبه جن وليس إنس هو سرعته في إحضار الملابس.
(سيدي، هل أنت إنسان أم...).
فقاطعه الرجل:
(وهل تكلمت مع الحيوانات قبلا، فشبهت لغتي بلغتهم؟).
(لا.. لا أقصد أنك إنسان أم حيوان بل إنس أم جان).
(أنا إنسي لا تخف).
(فكيف عدت بهذه الملابس بسرعة).
(الأمر عادي فالمصعد هنا يختزل الوقت).
(مصعد، مصعد... أين هو؟).
ضحك الرجل ثم قال: (لا تقل لي أنك نزلت وصعدت ثم نزلت دون مصعد، ها.. ها.. ها.. أنت جد محظوظ).
لا أحد يستطيع أن يتخيل شعور مروان الآن.
(هيا غير ملابسك بسرعة، ما فات فات).
لبس مروان تلك الملابس والتي كانت أفضل مما لديه بكثير، غير أن مقاسها كان أصغر من مقاسه.
خرج من الباب ليجد نفسه أمام كهل انفجر ضاحكا ما إن رآه:
(أنت كالوزير الفقير تماما).
(ومن هو الوزير الفقير؟).
(لقد كان رجلا فقيرا نوعا ما، لكنه مع ذلك متزن، عاقل ولبيب...
وجاء يوم السعد يوم أن شرفه الوالي بوزارة من الوزارات، لما اختلط مع جل الوزراء ورأى ملابسهم أعجب بها كثيرا...
فهذه أول مرة يرى فيها البدلات الفاخرة، أحضر ورقة وقلما وأصبح يصنف الجميع على أساس بدلاتهم...
أراد أن يقتني بدلة ليصبح مثلهم، لذا اختار أقصرهم وتطفل على علامة بدلته عنوة، لكنه نقل المقاس أيضا للأسف.
واشترى بدلة على مقاس أقصر وزير في المجموعة، فبلغت أكمامها أنصاف ذراعيه وسروالها أنصاف ساقيه.
لكن المسكين لم يقتن حذاء يلائم البدلة، بل احتفظ بحذائه الرياضي الخفيف، مثلك تماما، هل تعرف لماذا يا بني؟
فرد مروان حائرا: (لماذا يا عم؟).
(لأنه لما نصب في الوزارة أصبح لا ينظر إلى الأرض أبدا كبرا وغرورا،
أحس أن الأرض في الأسفل وهو في الأعلى، لذلك لم ير ما كان الوزراء يلبسون في أرجلهم.. أحمق مغرور).
(وهل أنا مثله؟). تساءل مروان.
(لا أبدا، كنت أقصد أن مظهرك كمظهره فقط.. ها.. ها..).
وضع مروان ملابسه الملطخة في كيس واستعد للصعود إلى السطح مع الرجل،
فقال هذا الأخير: (اسمع لقد أعددت لك مفاجأة سارة، سأصعد أنا أولا ثم اصعد أنت بعد أن يعود المصعد).
أخيرا مروان الآن فوق سطح الأرض، إنه يحس كذلك العالم الكبير الذي كان
في مهمة استكشافية قادته إلى أبعد كوكب في المجموعة الشمسية، غير أنه لما وصل عرف بأنه ليس كوكبا، وقال وداعا بلوتو.
فتح مروان الباب ودخل صالة المقهى:
إنها مفاجأة، عرض بهيج، جوق فني رائع بقيادة الرجل الذي كان معه تحت، كان الجميع يغني ويرقص:
أهـلا وسهـلا بالعزيز الغالي لما إلينا عاد من إسهال
أسهلا وسهلا بالفتى من ورطة جعلته مهزلة وليس يبالي
آثارها ريـح تهب شديـدة مما تعلق قبل بالسروال
هدت أنوف الحاضرين وإنها قد هزت البنيان كالزلزال
وهنا صاح مروان غناء ورقصا على نفس النغمة، كم كانت بدلة الوزير الفقير عليه رائعة وهو يهز يديه ورجليه:
يا سيدي بالغت فـي استقبالي خجل أنا منكم ومن أحوالي
شكرا لكم لم أستطع حبس الدموع وإنني ألقى العزاء لحالي
حظ يلاقنـي بكـم أهلا به لو كان ذاك ردى على الأطلال
عذرا لأني ذاهب فـي سرعة عذرا أنا والكيس في استعجال
ضحك الرجل من رد مروان ثم قال:
(لا داع أن تسرع، دعنا نتعرف على بعض).
(أنا مروان، صاحب الحظ السيئ على الإطلاق).
(أنا أبو سر مالك المجمع) ورمى يده مصافحا.
قال مروان في دهشة: (مالك المجمع، ورحبت بي بهذه الطريقة؟!!).
قال أبو سر بعد أن هز رأسه يمنة ويسرة:
(أردت فقط أن أرفع من معنوياتك).
(وهل أنت بطل في رفع الأثقال أيضا!!) وفتح مروان عينه واشرأب برقبته.
(من ذكر لك ذلك؟؟ أنا لا.. لا..).
(أنت ذكرت ذلك، قلت أنك سترفع من معنوياتي، إذا لا بد أن لديك رافعة حاويات تحتفظ بها للأوقات الصعبة).
ضحك أبو سر بشدة ثم قال: (اسمع يا مروان أنا أدعوك للغداء يوم غد في مطعمي،
حاول أن تحضر على الساعة الحادية عشر ونصف).
(على الغداء، أنا مع مالك المجمع، هذا حظ رائع).
ابتسم أبو سر ثم قال: (ولما اندهشت، من هو مالك المجمع؟ أهو رجل مستغن عما كنت تبحث عنه قبل قليل لما كدت...).
هكذا كان أبو سر خفيف الدم، لا يبالي بشيء وكأنه يملك كل شيء، أضف إلى ذلك تواضعه وبساطته،
عكس من هم في مثل مكانته، يملكون الأملاك ليصيروا معقدين مثل الوزير الفقير،
الذي سقط في حفرة صرف المياه القذرة ببدلته الجديدة وحذائه الرياضي، نعم لأنه لم يكن ينظر في غبار الأرض.
لم يكن مروان يتخيل بأنه تحدث مع صاحب أسوإ حظ في العالم لتوه، لكنه سيعرف ذلك غدا إن شاء الله،
إن حالفه الحظ ووصل على الساعة الحادية عشر والنصف.

الجزء الثاني تحت عنوان : مؤامرة ضد ضعيف ... قريبا


to be continued
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
المدير


عدد المساهمات : 99
نقاط الفعالية : 39807
تاريخ التسجيل : 01/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 12:15 pm




اهوووووووووووووووووووووووووووواااااااااا

رووووووووووووووووووووووووووووووووعة ..

و الله متشوق للجزء الثاني ...


كوميديا ولا أرووووع ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://msioudi1.yoo7.com
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 3:02 pm




ان شاء الله اخي المدير

شكرا على تشجيعك

الجزء الثاني قريبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
THE STORM
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
THE STORM


عدد المساهمات : 38
نقاط الفعالية : 39581
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 3:14 am




جزء جميل جدا وكوميدي جدا

مرواان شخصية كوميدية

اتشوق لرؤية الباقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kirat
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
kirat


عدد المساهمات : 66
نقاط الفعالية : 39635
تاريخ التسجيل : 03/10/2012
العمر : 31

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 5:02 am

ههههههههههه

موت من الضحك

في انتظار الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 9:03 am

the storm

فعلا و ستظهر شخصية كوميدية أكثر في الاجزاء القادمة

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 9:05 am

kirat

و باقي اكثر من دلك

اتمنى فقط متابعتكم

في المساء ساضع الجزء الثاني

إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 9:59 am

PART2

مؤامرة ضد ضعيف

عاد مروان إلى منزله وهو يخبئ ملابسه الملطخة في كيس بلاستيكي.
دخل خلسة، جلس على الأريكة ودفع الكيس برجله تحتها،
كان يفكر كيف يغسل ثيابه دون أن ينتبه أحد من أسرته.
فجأة دخل أخوه الصغير يحبو والذي كان يلقبه بـ: (شاشي).
خطرت بباله فكرة رائعة، فقال بعد أدار عينيه:
(لماذا لا أقول لأمي إن أخي لبس سروالي وفعل فيه فعلته).
هكذا حدث مروان نفسه كالغبي، لكنه سرعان ما تذكر أن حجم أخيه لا يساوي حتى ثمن حجمه.
أخرج الثياب الملطخة من الكيس وبسرعة وضعها قرب أخيه ثم صاح:
(أمي انظري ما فعل شاشي فوق، للا للا للا) وبدأ يغني قاطعا كلامه.
لقد أدهشته الكمية التي لطخت ثيابه، يستحيل لشاشي أن...،
إنها تساوي حجمه تقريبا، ربما يحتاج الطفل الصغير إلى ثلاثة أسابيع وخمسة عشر ساعة حتى يؤمن هذه الكمية.
كما أن شاشي كان يرتدي حفاظا يمنع حتى الماء المقطر من النفاذ.
فشلت الخطة، فجمع مروان ثيابه بسرعة في الكيس ورماه تحت الأريكة.
لكن أمه سمعت صيحة الاستغاثة، فهبت لإنجاده من الصغير شاشي ولا يمكنه تأخيرها،
لا يمكنه إبلاغها أنه عدل عن طلب النجدة...
دخلت الأم:
(أوه شاشي.. ماذا فعلت؟ أوه.. إن رائحة قوية تأكل جزيئات الأوكسجين في المكان...).
ثم التفت نحو شاشي بمكر:
(شاشي... ماذا فعلت بني؟ ألم أنظفك قبل خمس دقائق فقط؟).
نظر شاشي يمنة ويسرة، إنها نظرة بريء لا يستطيع الدفاع عن نفسه، إنه لم يتكلم بعد،
كيف يبلغ أمه بحقيقة المؤامرة التي حاول أخوه الكبير من خلالها إلصاق التهمة به؟ كيف يثبت أنه تعرض لمحاولة إلصاق جرم؟
مسكين كغيره من الصغار الأبرياء الذين يتهمهم الكبار زورا من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة...
وحقا من يهتم للصغار مثل شاشي، إذا عرفت أن مروان الكبير فعل ما فعله فإنك ستضحك منه،
أما أخوه الصغير فإنك ستجد الأمر عاديا، هكذا يحتج الكبار فيما بينهم قائلين ومن يهتم لهؤلاء.
لكن الصغار دائما ينتظرون براءة مباركة تسوقها الأقدار بسعيهم.
وهذا ما فعله شاشي، بينما كانت أمه تتحدث وتشكو من قوة وكراهة الرائحة،
حبا نحو الأريكة وأخرج الكيس يدفعه بكلتا يديه...
لقد شبهه مروان في الحال بخنفس القذارة الذي يكور فضلات الأبقار.
زادت الرائحة قوة فقالت الأم:
(مروان هل تحتفظ بجثة في هذا الكيس؟؟؟)
(أمي في الحقيقة...) وهاجت الأفكار وضاعت الكلمات.
فقاطعته أمه: (أين ملابسك؟ من أين لك بملابس الوزير الفقير هذه؟؟؟).
استغرب مروان: (حتى أنت تعرفين الوزير الفقير).
هزت الأم كتفيها ثم قالت: (لقد سمعت أحدهم يحكي عنه في الحافلة؟؟).
وهنا أراد مروان أن يشغل أمه عن قضية نقص الأوكسجين في الغرفة،
فطلب منها أن تقص عليه قصة الوزير الفقير، لأنها حسب رأيه تعاني من الكبت ولا تجد من يسمعها أبدا،
لذلك يمكن أن تنسى كل شيء بمجرد أن يسمعها أحد...
(لكنني لا أعرف عن الوزير الفقير شيئا، هلا أخبرتني عنه).
جلست الأم وقالت:
(كان إنسان عاقلا لبيبا ورعا، لكنه لما دخل الوزارة تغير كثيرا،
كان يظن أنه الأفضل بين الوزراء من ناحية الأدب والجدية،
لذا قرر أن يخفف قليلا حتى لا يجلب الانتباه، وحتى لا يقول البعض عنه أنه معقد أو متزمت).
(في أول جلسة رأى أحدهم ممن كان يعرفهم قبلا، لقد تعرف عليه أيام العقل والورع،
كان ذلك الإنسان على حاله لم يغير شيئا من مظهره، عكس الوزير الفقير الذي لبس مثلما تلبس يا بني).
(لما رآه اختبأ منه وتحاشاه حتى لا يقال أنه صديقه، بعدها جاءت امرأة وتحدثت مع ذلك الرجل،
سألته عن حاله وسألها عن حالها دون أن تصافحه أو يصافحها).
(لم ينتبه أحد من الوزراء للأمر، ولم يعره أحد منهم أدنى اهتمام عكس الوزير الفقير
الذي اشمأز ورفع شفته العليا قائلا عن ذلك الرجل (معقد، متزمت)
وانطلق كالفارس الفرنسي نحو المرأة وصافحها وحاول أن يقبل يدها).
(لم يشعر بنفسه إلا وهو يرى النجوم ترقص حول الشمس في وضح النهار،
إنها صفعة من آخر طراز، تلقاها المسكين من المرأة التي قالت بعدها:
هل تحسب أنك في ملهى هنا، لدي زوج يغار علي).
(لقد كان الرجل رئيس مجلس الوزراء، وكانت المرأة سكرتيرته...)
(كان رئيس الوزراء هو السبب في وصول الوزير الفقير إلى هذا المنصب،
ظانا منه أنه سيبقى على حال أيام العقل والورع، لكنه خيّب ظنه للأسف، وطرد لهذا السبب من الوزارة).
وفجأة انتبهت الأم إلى شاشي الذي كان يعاني من صعوبة في التنفس، فعادت إلى الموضوع وأعادتنا معها...
(ما الذي حدث معك يا مروان؟ ماذا فعلت في ملابسك؟).
(أمي في الحقيقة، كانت شاحنة، لا إنها ثلاجة فزجاجة...).
(كان الأحرى بك أن ترتدي حفاظا، لكن مع هذه الكمية لا يكفيك حفاظ فيل).
مروان الآن يشعر بحرج كبير، إنه يحس أنه أصغر سنا وعقلا من شاشي
الذي نجا من مؤامرته بلا حول ولا قوة، لكن هذا لم يمنعه من التساؤل في نفسه:
(وهل للفيل حفاظ خاص؟؟؟).

مبكرا من أجل الموعد

في الغد خرج مروان صباحا على الساعة السابعة خشية أن يحدث ما يمنعه من الوصول في الموعد،
لكن كل شيء كان على ما يرام، ووصل مروان على الساعة السابعة وعشر دقائق.
الوقت مبكر جدا، فكر أن يعود إلى المنزل، لكنه خائف... أخيرا قرر العودة.
عاد إلى المنزل، إنها الساعة السابعة وخمس وعشرون دقيقة...
تذكر حظه السيئ فتساءل (الموعد، ماذا لو...؟).
وعاد أدراجه بأقصى سرعة، ليصل على الساعة السابعة والنصف.
ثم عاد إلى المنزل، ثم إلى قرب المجمع، وهكذا حتى الساعة التاسعة والنصف، حينها قرر أن ينام قليلا في المنزل لأنه تعب كثيرا...
لكنه قبل أن ينام تخيل أنه نام ولم يفق إلا بعد منتصف النهار فعاد إلى قرب المجمع وجلس منتظرا في المقهى.
لم يدخل ذلك المجنون المقهى من أجل تناول قهوة ساعتين المجانية، ظن أن مروان ما زال يبحث عنه ليعتقله.
أخيرا الساعة الحادية عشر والنصف، ومروان الآن في باب مطعم سرتين...
وجهه النادل إلى الطاولة التي حجزها أبو سر، حيث لم تمض خمس دقائق حتى وصل هذا الأخير، ألقى التحية وجلس:
(السلام عليكم بني، كيف حالك اليوم).
(بخير سيدي أبا سر، فقط تعبت من الذهاب والإياب خوفا من فوات الموعد).
(محظوظ كعادتك) وضحك أبو سر.
(هل لي بسؤال سيدي؟).
(تفضل بني، لا تتحرج).
(لماذا سميت هذا المجمع بسرتين، هل لذلك خصوصية معينة بالزمان أو المكان أو حتى نوعية الخدمات؟؟؟).
تبسم أبو سر ثم قال:
(الأسماء والمسميات، قصة عجيبة حقا، هذه التسمية متعلقة بي شخصيا،
ليس لها دخل لا بالمكان الذي بنيت عليه المجمع، ولا بالزمان الذي بنيته فيه، ولا حتى بالخدمات).
هز مروان رأسه:
(جيد جدا).
فضحك أبو سر وقال: (هل تظنني مثل الوزير الفقير... ها.. ها..).
(الوزير الفقير مرة أخرى) قال مروان متعجبا.
فرد أبو سر بكل هدوء:
(نعم، دائما مع الوزير الفقير نستخلص العبر من حياته).
(وماذا فعل الوزير الفقير هذه المرة؟).
(بعد أن طرد الوزير الفقير من الوزارة، توجه إلى التجارة، وفتح مطعما في مدينة تحوي تسعة عشر مطعما آخر).
(ارتأى أن يسمي مطعمه بـ حلالي، وكتب على لافتة إشهارية ضخمة: مطعم حلالي).
(جذبت هذه التسمية الكثير من الزبائن، أصبحوا يهربون من المطاعم الأخرى إلى مطعمه حتى لو اضطروا إلى الانتظار لساعات).
(في إحدى المرات زار أحد الغرباء المدينة، ومر قرب المطعم فحيره الاسم فتساءل).
(هذا مطعم حلالي، أكلاته حلال، فماذا عن المطاعم الأخرى، هل أكلاتها حرام؟).
(وهل الأصل في هذه المدينة الأكل الحرام، حتى يستثني صاحب المطعم نفسه بهذه الطريقة؟)
(احتار الغريب ولم يجد لتساؤله جوابا).
(أما باقي أصحاب المطاعم فقد كانوا على وشك الإفلاس، لذا قرروا التحدث إلى الوزير الفقير، عساه يتفهم الوضع).
(لكن البعض منهم تسرع وألقى بعبارات طائشة أصابت آذان كم من الناس).
(ما دخل حلالي في المطعم، يقصد التسمية، لكن البعض ظنه يقصد الأكلات المقدمة لذا صار شبه
متأكد من أن هؤلاء يقدمون أكلات حرام على موائدهم، واستغل الوزير الفقير ذلك أيما استغلال،
حيث علق لافتة على الباب كتب فيها):
(إنهم يقولون ما دخل الحلال في المطعم، فهل ترضون ذلك؟ أعرف أنكم لا ترضون لذا فموائد مطعم حلالي ترحب بكم).
(أصبح يحس أنه المنقذ، الوحيد الذي يقدم أكلات حلال).
(اختار أصحاب المطاعم بعضا منهم، ممن كانوا على دراية بخبرة وتجربة، كي يحدثوا الوزير الفقير ليتوصلوا إلى حل وسط).
(قال أحدهم: الأفضل لك ولنا أن تغير اسم مطعمك، فأنت تأخذ منا زبائننا).
(فرد عليهم: لقد أعجبتهم الخدمات المقدمة هنا، وكل تاجر يأخذ مكتوبه).
(فقالوا: لكننا أيضا نقدم أكلات حلال، مثلك تماما، فلما تتفرد أنت بهذا؟).
(لا.. لا.. أنا لم أتفرد، فقط سميت مطعمي هكذا، كما أنني لم ألم من سمى منكم مطعمه بالنظافة ولا من سماه بالخدمة الراقية).
(فسكت جميعهم إلا أقدمهم والذي قال: المشكلة في النظافة والخدمة وغيرها من الأمور أنها نسبية،
يتفوق فيها مطعم عن مطعم، أما حلالي أو حرامي فالأمر فيها قطعي يا صاحبي، حرام أم حلال ليس هناك نسبة بينهما،
إذا طهوت قدرا بأرنب وفأر فإن مرق القدر وما حوى ينسب للفأر يا صاحبي).
(سكت الوزير الفقير قليلا ثم قال: سأفكر في الموضوع).
(غير الوزير الفقير بعدها اسم مطعمه، لكنه لم يتخلص من الإعلان الذي على
باب المطعم والذي يتهم فيه أصحاب المطاعم الآخرين بأنهم قالوا وما دخل الحلال في الطعام).
(بدأ الوضع يستقر نوعا ما بالنسبة للمطاعم الأخرى، أما مطعم الوزير الفقير فقد اقترب من الإفلاس،
وذلك بعد أن جرح الطباخ وسال جزء من دمه على السلطة ولم يشعر به).
(دخل أحدهم وكان شديد الانتباه، فانتبه إلى الورقة التي على الحائط، فنظر إ
لى الوزير الفقير فهز هذا الأخير رأسه يصادق بطريقة غير مباشرة على ما قيل في الإعلان...).
(دخل الرجل وطلبة سلطة، وما مرت دقائق حتى بدأ بالصراخ، دم.. دم حرام، إنهم يسقون السلطة بالدماء ويدعون أنهم...).
(سمع الجميع صراخ هذا الرجل الذي بدأ يبالغ شيئا فشيئا في وصف ما وجده).
(إنه الزلزال، المطعم على وشك الإفلاس).
(لما سمع صاحب أقدم مطعم في المدينة جاء إلى الوزير الفقير معزيا وناصحا في نفس الوقت).
(قال: إن زماننا هذا عجيب، ينتبه الناس فيه كثيرا للأسماء ويعاقب المدعين بشدة،
لذلك عليك أن لا تلبس ثوبا إلا إذا كنت أنت من قياسه، لولا ذلك الإعلان الذي وضعته على الباب
ولولا شهرتك الأولى بمطعم حلالي لما حدث لك هذا، لكان الأمر سكن في أيام أو ساعات،
ولو عثر على زلومة خنزير في المرق، التجارة صعبة يا صاحبي، عليك أن تكون أكثر فطنة).
(وهكذا انتهت قصة الوزير الفقير مع الأسماء).
وهكذا عاد أبو سر إلى الموضوع الرئيس في هذه الجلسة، ألا وهو الغداء.
وبعد تنازل وجبة الغداء قال أبو سر:
(حدثني عن حظك يا مروان).
تنهد مروان ثم قال كالواثق من نفسه: (في إحدى الليالي الحالكات،
شديدات الظلمة، حيث غطى سحاب أسود كثيف ضوء والنجوم، وكانت القمر هلالا لأول ليلة من الشهر الهجري).
قال أبو سر متسرعا: (أهذا هو حظك؟؟).
واستمر مروان في الكلام: (كانت هناك مساحة مئة وستين هكتارا من التبن اليابس بعلو متر تقريبا).
(فوق هذا المكان حلقت طائرة على أعلى علو يمكن أن يقرن بفوق).
(سقط شيء من هذه الطائرة، شيء صغير جدا).
(بعد بحث عرفوا أنها إبرة، فأتوا بكفيف على الساعة الثانية صباحا كي يبحث عنها، وفي سَمِّهَا كان حظي).
ضحك أبو سر حتى احمر وجهه:
(حظك سيء يا بني، أين عثرت عليه؟).
(هو من عثر علي).
أبو سر الأسوأ حظا
هز أبو سر رأسه وضم شفتيه ثم قال:
(لكنه أقل سوءا من حظي).
صاح مروان بعد أن قام من مكانه:
(أهناك أسوأ من هذا الحظ في العالم).
(نعم هناك الأسوأ، لقد كنت أغني فيما مضى عن حظي فأقول)
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
في ظلام الليل قالوا لرضيع هددوه
خبر العميان عنا في كتاب يقرؤوه
ليجيئوا يوم ريح في حفا كي يجمعوه
انفجر مروان ضحكا:
(ها.. ها.. ها.. ما أتعسك يا عم.. لم أجد حظا كحظك، ها.. ها.. ها..
يا للتعاسة، يا للكآبة، تشاؤم، ضيق، ضجر، ملل، سأم، معنويات منهارة، بل مدمرة، ها.. ها.. ها..).
ابتسم أبو سر لما رأى مروان على هذه الحال ثم قال:
(نعم هكذا كنت أغني قبل أن أدرك أن الحظ مسألة ثانوية في حياة الإنسان، المهم أن يستفيد من التجارب،
ويصبر على الكربات، ويحاول أن لا يكرر نفس الأخطاء، المهم أن يتعلم أن لا يبكي على ما فاته،
ولا يحزن على ما أصابه، وليستعد دائما لتجربة جديدة بلا يأس أو خوف، هكذا تعلمت من خلال
قصة تضحك وتبكي في آن واحد، والآن أنصت إلي جيدا).

to be continued

الجزء 3 : ولدت بسرتين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
المدير


عدد المساهمات : 99
نقاط الفعالية : 39807
تاريخ التسجيل : 01/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 1:06 pm




رووووووووووووووعة

شدني مسالة الوقت ... وخصوصا نحن العرب مشهورين بالمواعيد ..

تحياتي على مجهوداتك الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://msioudi1.yoo7.com
المدير
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
المدير


عدد المساهمات : 99
نقاط الفعالية : 39807
تاريخ التسجيل : 01/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 3:00 pm




في انتظار تفاعل الاخوة الاعضاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://msioudi1.yoo7.com
المدير
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
المدير


عدد المساهمات : 99
نقاط الفعالية : 39807
تاريخ التسجيل : 01/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 3:02 pm

اخي منير

كما قلت لي فالقصة طويلة جدا

لذلك حاول أخي ان تكون الاجزاء يوميا

و شكرا لك على التواصل المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://msioudi1.yoo7.com
kirat
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
kirat


عدد المساهمات : 66
نقاط الفعالية : 39635
تاريخ التسجيل : 03/10/2012
العمر : 31

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 3:27 pm

ههههه

إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
في ظلام الليل قالوا لرضيع هددوه
خبر العميان عنا في كتاب يقرؤوه
ليجيئوا يوم ريح في حفا كي يجمعوه

قصيدة ابوسر .. وهي من المعلقات حيث انها اول مرة على جذع كرمة


هههههه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kirat
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
kirat


عدد المساهمات : 66
نقاط الفعالية : 39635
تاريخ التسجيل : 03/10/2012
العمر : 31

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 3:28 pm




لا و الله اخوي منير ابدعت في هذه الرواية

انا انتظر الجزء الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالخميس أكتوبر 04, 2012 7:19 am




مشكوووورين على المتابعة

نعم اخي محمد الاجزاء يوميا في المساء

عصــــرر السرعة ههه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالخميس أكتوبر 04, 2012 7:20 am

الجزء الثالث

هذا المساء

ترقبوه ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
المدير


عدد المساهمات : 99
نقاط الفعالية : 39807
تاريخ التسجيل : 01/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالخميس أكتوبر 04, 2012 11:10 am




و الله اترقبه بفارغ الصبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://msioudi1.yoo7.com
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالخميس أكتوبر 04, 2012 2:40 pm




آسف على التاخر شباب

زحمة السير هههه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالخميس أكتوبر 04, 2012 2:42 pm

PART 3



ولدت بسرتين:

(حكايتي مع الحظ تعود إلى ولادتي، حيث ولدت بسرتين اثنتين، واحدة بجانب واحدة).
لما سمع مروان كلمة سرتين كان ينفجر ضحكا لولا خوفه من الحرج، واستمر أبو سر في الحديث:
نعم سرتين، والحمد لله إذ كانت واحدة بجانب واحدة،
ولو كانت واحدة فوق واحدة لتساءل البعض حول أي منهما تحدد عورتي.
ولدت أنا وأخ توأم، لقد توفي في حادث قبل سنوات.
كانت أمي سامحها الله تنظر إلي بمنظار النقص والإعاقة، وكانت تفضله علي أيما تفضيل،
تلاعبه وتدللـه، تلاطفه وتمازحه، حتى الرضاع لا تسمح لي به حتى يشبع هو،
لا زلت أذكر كيف كان يهز حاجبيه وهو في حضنها بينما أنا مرمي هنا أو هناك.
وأذكر يوم نظرت إليها مبتسما وأنا ابن عشرة أشهر،
كنت أنتظر أن تبادلني الابتسامة، أن تمسح على رأسي ولو برجلها، لكن للأسف...
لقد نظرت إلى سرتيَّ نظرة غريبة جرحت مشاعري وأشعرتني بالحرج، فأحسست وكأنه ليس لي حق في حنانها.
واستغل أخي الوضع حيث كان يعاملني بمكر، يضربني ويبكي، حتى أنه كان يقضي حوائجه في فراشي لتعود التهمة علي.
أصبحت أكرهه كثيرا، لذا قمت بمحاولة اغتياله وأنا ابن عام واحد.


TO BE CONTINUED
الجزء الرابع : محاولة اغتيال فاشلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شاعر بقلبي
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
شاعر بقلبي


عدد المساهمات : 10
نقاط الفعالية : 39464
تاريخ التسجيل : 04/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالخميس أكتوبر 04, 2012 2:46 pm










لا ميراث كالأدب ولا اروع من القصص الكوميدية

موضوع رائع عاشت ايدك اخوي منير92


تقبل مروري


وتحيتي لك




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kirat
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
kirat


عدد المساهمات : 66
نقاط الفعالية : 39635
تاريخ التسجيل : 03/10/2012
العمر : 31

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالجمعة أكتوبر 05, 2012 1:59 am




و أخيرا خرج الجزء الثالث و فيه سطرين

يعني صمنا ,, صمنا ,, صمنا و في الاخير فطرنا على بصلة ههههه

جزء جميل لكنه قصير جدا يا اخي منير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
المدير


عدد المساهمات : 99
نقاط الفعالية : 39807
تاريخ التسجيل : 01/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالجمعة أكتوبر 05, 2012 2:11 am



جميل فعلا
يشير الى موضوع غاية في الخطورة واقصد به موضوع التمييز بين الابناء ..

وكما قال عادل فالجزء قصير جدااا

في انتظار اجزء الر
ابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://msioudi1.yoo7.com
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالجمعة أكتوبر 05, 2012 9:44 am



آسف اخواني ما كان عندي وقت بالامس وما حبيت اترككم تنتظرون
فحطيت جزء قصير

إنما أنا أشكركم على المتابعة

و جاري اضافة الجزء الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منير92
by:msioudi1.yoo7.com
by:msioudi1.yoo7.com
منير92


عدد المساهمات : 94
نقاط الفعالية : 39782
تاريخ التسجيل : 02/10/2012

الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4   الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4 Emptyالجمعة أكتوبر 05, 2012 9:47 am



PART 4

محاولة اغتيال فاشلة:

أحمد الله أنه في ذلك الوقت لم يكن يسمح بسجن الرضع، أو تنفيذ أحكام قاسية عليهم وإلا لكنت في اسم لم يكن.
كنت ذات مرة في حديقة المنزل أراقب أبي الذي كان يتمتع بأصغر عقل على وجه الأرض،
لقد كان أحمقا لدرجة أنني عرفت ذلك وأنا ابن عام، كنت حريصا أن لا أتعلم منه شيئا، حتى التفكير كان يفكر بطريقة غبية.
كانت في الحديقة شجرة تين يحبها أبي أكثر من أمي لدرجة
أنها حاولت حرقها مرات عديدة، لكن عمر تلك الشجرة طويل جدا.
هل تعرف أن أمي يجن جنونها في فصل الخريف، الوقت الذي تؤتي فيه التينة ثمارها،
لو استطاعت أمي أن تخرج ثمار التين في جسدها لفعلت لشدة غيرتها.
أخير غزا نمل شره تلك الشجرة العجوز (ربما تكون أمي أحضرت زوجي نمل أنثى وذكر،
ووفرت لهما الظروف الملائمة للتكاثر حتى يقضيا على زوجة أبي الثانية في نظرها).
قرر أبي خوض حرب طاحنة مع جيوش النمل، حمل إبرة صغيرة
وانطلق يطعن النمل الواحدة تلوى الأخرى، بدا كمبارز إسباني بلباس جلدي أسود...
حضرت أمي بعد مدة ووقفت مندهشة مما يفعل:
(ماذا تفعل يا زوجي العزيز؟؟) هكذا كانت تلاطفه.
(أنا أحارب من أجل محبوبتي، أبعد عنها الأعداء) كالأحمق المتحاذق.
(أو تفعل ذلك بإبرة؟؟).
(إنه الشرف يا زوجتي، القتال بسيف يلائم حجم الخصم).
دخلت أمي ثم خرجت تحمل كيسا صغيرا في يدها:
(خذ هذا، سيقتل النمل دون أن يؤذي التينة، فقط امزجه
بخمس لترات من الماء ثم رشه علي الأماكن التي يتجمع فيها النمل).
عجيب أن تساعد زوجة غيورة زوجها في علاج زوجته الأخرى،
لكن قد يحدث هذا في بعض الأماكن وبعض الأزمان.
تردد أبي قليلا ثم فعل ذلك، قد تتساءل لماذا تردد قليلا.
لقد أحس أنه سيغدر بالنمل وهذه ليست أخلاق النبلاء،
لكنه تذكر أن الحرب خدعة والخاسر عض أسنانه.
لم تمض دقائق حتى تساقط النمل بالعشرات، كانت مجزرة حقيقية،
لا أدري كيف كانت تصل التقارير إلى ملوكهم، لكنها كانت مجزرة، أظن أن أبي مطلوب عند شرطتهم لحد الساعة.
لكن الشجرة أيضا فقدت لحاءها الذي كان بمثابة بشرتها، نعم مشوهة وغير جميلة وبدون ثمار هذا يرضي أكثر من حرقها.
استاء أبي كثيرا مما حدث للتينة، لكن أمي قررت أن تعوضه، أنت تعرف هذه الأمور، لا داع لذكرها.
خرج أبي مستاء من المنزل وترك جزءا كبيرا من ذلك المحلول في الدلو.
إنها فكرة جهنمية، فكرة رائعة للتخلص من غريمي، سأحرق أحشاءه،
سأنزع لحاء معدته وأمعائه، سأسلخه من الداخل، هكذا فكرت أن أفعل بأخي.
نامت أمي مبكرا تلك الليلة، قبل أن يعود أبي المستاء، لقد ألفت ذلك عندما يغضب
لا يعود إلا بعد منتصف الليل، لذلك نامت مبكرا،
كما أخبرتك، هذه الأمور عندما تكبر ستعرفها، أنا أيضا لم أكن أعرف ذلك.
أخذت فنجانا وتسللت إلى الحديقة، كما يتسلل صغير السلحفاة.
أمام الدلو وجدت كلبا وثلاث دجاجات وأربع قطط،
كلهم جثث هامدة، ماتوا بعد تناولهم ذلك المحلول، كنت أرى أخي التوأم ملقى معهم.
ملأت الفنجان وتسللت إلى غرفة أمي، وأفرغته على مراضعها وفررت بسرعة لأخلد إلى النوم.
كنت أعلم أنها تأتي وترضعه مع الفجر، وتترك لي ما بقي بعد طلوع الشمس.
نمت جيدا في تلك الليلة، لأنها أول تجربة لي في الحياة لم أكن أعلم أن التجارب
قد تفشل وقد تنجح، كنت أظن أن أخي سيحدث له ما حدث للكائنات الحية الأخرى النباتية والحيوانية.
تدخل مروان مقاطعا أبا سر:
(أرجوك لا تخبرني بأن أمك أحست بالذنب لتفضيلها أخاك عليك وأرضعتك أولا).
فابتسم أبو سر ثم قال:
(أفقت صباحا على الصراخ: أوه.. لا.. حبيبي أرجوك لا تمت).
لقد فرحت كثيرا... تنفست الصعداء... أخيرا مات غريمي المزعج.
ولما توجهت تلقاء الباب لأتأكد من الأمر، أحسست كأن أحدا ما يمشي بجانبي يريد أيضا أن يعرف ما حدث.. إنه أخي.
ماذا يفعل هنا؟ إنه مثلي حائر في صراخ أمي.
من الذي هناك؟
وكانت الدهشة كبيرة جدا، لقد كان أبي، نعم إنه هو.
احترت ما علاقة أبي بالأمر، وما دخله فيما يخص الصغار، كنت صغيرا لا أعرف هذه الأمور المشفرة والبالغة السرية.
نظرت إلى أبي جيدا، لقد كان مثل ذلك الكلب الذي رأيته ليلة البارحة.
حمل أبي على جناح السرعة إلى المستشفى ليمكث خمسة وعشرين يوما في الإنعاش كانت كافية لمعرفة ما أصابه.
الرجل مسموم، هذا ما قاله الطبيب لأمي.
سلم التقرير الطبي إلى الشرطة التي فتحت تحقيقا، وكانت أمي أول المشتبه بهم،
خاصة وأنها حاولت رد التهمة عن نفسها باتهام الشجرة، كم بدت لهم غبية.
بدأت التحقيقات، وأسست لجنة تفتيش خاصة تزورنا ثلاث مرات في الساعة، هذا ما كتب في الوثائق.
كان مقرهم يبعد عن منزلنا مسافة من سبع إلى عشر دقائق في سيارة عادية في غير زحمة سير وبدون مشاكل.
كان المفتشون غالبا ما يأتون سيرا على الأقدام، خاصة في الأيام الأخيرة.
دخلوا دارنا مرتين، في المرة الأولى اكتشفوا الحيوانات، وفي المرة الثانية الدلو،
وكثيرا ما كانوا يصلون إلى باب المنزل ثم يعودون أدراجهم بعد أن ينظر أحدهم في ساعته هذا إن استعملوا السيارة.
بعد حوالي شهرين من العمل الجاد والمتواصل، والإرادة المستمرة التي لا تهزها رياح
الصعوبات وبفضل المجهودات الجبارة التي بذلها أعضاء اللجنة (حسب تقاريرهم)
تم اتهام الدجاجات الثلاثة، وكتب سيناريو يشبه سيناريو الديك والذئب والأسد.
وهنا تدخل مروان سائلا عن قصة الديك والذئب والأسد، فقال أبو سر:
كان في إحدى الأرياف ديك مغرور، دائما ينادي في الجميع أن احذروا
ولا تحملوني على شرب الخمر، وفي يوم من الأيام فتح قارورة خمر فسقط على الفور شبه ميت لما تسللت رائحتها إلى أنفه.
قدم الذئب ورأى ديكا وخمرا، فقال رزق حسن وسكر، إنها لأعظم فرحة،
سأشرب ثم آكل، فشرب فخر مغشيا عليه، فجاء الأسد ورأى ذئبا وديكا وخمر،
رزق حسن عام، ورزق حسن خاص بي وسكر، ما أعظمها من مائدة، وشرب فسقط مغشيا عليه أيضا.
أفاق الديك، فظن أن حربا وقعت هنا، بينه وبين الاثنين بعدما شكلا تحالفا ضده،
فقال: ألم أقل لكم أن تحملوني على الشرب، انظروا إلى النتيجة.
هذه هي نتيجة شرب الخمر، مجرد تخيلات وأحلام،
كيف للديك أن يهزم الذئب والأسد، حتى الأحلام تستثقل ذلك.
أفاق الذئب فقال: تركته ديكا فتحول إلى أسد،
إن الخمر يضيع الرزق الحسن ويجعله وحشا يخافه طالبه.
وأفاق الأسد فقال: أي ذل هذا؟ أيفر ميت من أسد؟
أبعد صيد الغزلان يفر مني ديك وذئب ميتان، إن الخمر يضيع الرزق حقا.
أظن أن هذه القصة أثرت في تقرير لجنة التفتيش حيث قال تقريرها:
للدجاجات معتقدات خاصة، لذلك قتلن الكلب بعد أن رأى إحداهن وهي تلد البيضة،
وقتلن القطط لأنهم... لا أستطيع أن أخبرك بما جاء في التقرير.
ثم قتلوا صاحب المنزل لأنه المسؤول الأول، ثم انتحرن حتى يدفن العار الذي لحق بهن جراء...
لقد قلت لك قصة غبية، لا أستطيع أن أخبرك بما جاء في التقرير.
صدق المحققون ذلك لولا أن أحدهم شك في الأمر بعد أن شم يدي،
لقد كان يملك حاسة شم قوية جدا، يصلح أن يعوض كلاب الصيد.
شك المحقق في أمري فطعن في تقرير لجنة التفتيش، لذا قررت الجهات
المختصة تأسيس لجنة تفتيش جديدة مع تغيير طريقة العمل، ليكون أكثر جدية.
قررت الجهات المختصة الإشراف مباشرة على لجنة التفتيش فجعلت
مقر اللجنة بقربها، أي صار يبعد عن منزلنا مسافة ربع ساعة بسيارة سريعة.
كما قررت زيادة عدد الزيارات في الساعة، من أجل إعطاء فرصة أمام المفتشين الجدد،
خمس مرات في الساعة، وهكذا لم نرى المفتشين أبدا، أقصى مدى بلغوه كان يبعد عن منزلنا خمسة عشر كيلو متر.
وبعد تغييرات في اللجان وطرق العمل، توصلت الجهات المختصة إلى حل،
وهو أن يؤسسوا لجنة تفتيش يكون مقرها بمنزلنا، وهناك مراقبي عمل اللجنة،
وحراس أعضاء اللجنة، وكاتبي التقارير وغيرهم... لقد كان شبه احتلال لمنزلنا.
المهم... بعد حوالي الثلاثة أشهر، عاد أبي إلى الحياة الطبيعية،
وغادرت لجان التفتيش منزلنا بعد أن وصلت إلى نتيجة قريبة من الحقيقة.
بعد معاينة البصمات وآثار الأقدام تم إلصاق التهمة بي،
ولم أجد منها مناصا، بل ذكروا أنهم عثروا على شاهد أثناء التفتيش.
وحوكمت، ونطقت المحكمة بحكم غريب جدا.
حكم علي بالسجن لمدة خمس سنوات لقتلي كلب الحراسة، وثلاث سنوات لقتلي ثلاث دجاجات،
ثم قالوا سنتين لقتلي ثلاث قطط وليس أربع، بينما كان هناك أربع قطط،
هناك أدركت من هو الشاهد في هذه القضية.
أما عن أبي وأمي والذين كانا ينتظران الإعدام في حقي، فقد خاب أملهما أيما خيبة،
لأن المحكمة اعتبرت القضية عائلية، أسرية، داخلية ولا يمكنها أن تتدخل باسم
كل ما يؤمن به شعوب العالم، باسم الشعارات السامية... وقضت ببراءتي.
وهنا تساءلت أمي عن سبب الفوضى التي عمت من قبل حول التحقيقات.
وهنا أحس أبي بقيمته الحقيقية عند هؤلاء مقارنة بالكلب والدجاج والقطط.
وبعد ساعات طويلة قررت المحكمة إطلاق سراحي، وذلك لأني أتمتع بحصانة الرضع،
وهي حصانة لا يكسرها إلا الفطام الذي يكون باختيار الرضيع نفسه.
كم كان غيظ أمي كبيرا، كانت كالبركان تغلي بالحمم.

مؤامرة في طريق العودة:

في طريق العودة وبينما كنت أمتص حبة حلوى أهداها إلي حضرة القاضي،
سمعت أمي التي كانت تسوق السيارة تحدث أبي الذي كان بجانبها:
(لقد نجونا من مؤامرة كبيرة دبرها هذا المجرم، كادت تودي بحياتك وتدخلني السجن بعد اتهامي بقتلك...).
(لكن لما فعل هذا يا عزيزتي؟).
(أوه أنت ثقيل الفهم، ليخلو له البيت وينفرد بأخيه التوأم ويقتله شر قتلة).
ثم التفتت أمي إلى أخي التوأم الذي كان بينها وبين أبي قائلة:
(بني العزيز، لا تخف أبدا فماما معك، لن أترك هذا الشقي يقتلك). وعانقته وقبلت أذنيه...
ضحك مروان كثيرا ثم قال: (وأين كنت أنت يا عم؟؟).
فابتسم أبو سر:
وحيدا في المقاعد الخلفية، كنت لا أستطيع الكلام ولا الدفاع عن نفسي.
قال أبي كالأحمق المدعي: (إنها أكبر مؤامرة سمعت بها في حياتي، إنه ذكي مثل أبيه ها.. ها.. ها..).
فقلت في نفسي لا شكرا ادخر ذكاءك لنفسك.
وقالت أمي: (أنت ذكي يا حبيبي لكنك لطيف ورائع).
ابتسم أبي وهز كتفيه ثم قال: (أشعر بالإطراء..).
نظرت أمي إلي نظرة تشبه نظرة الكوبرا الملكية، ثم التفت في سرعة خاطفة إلى أبي قائلة:
(وماذا نفعل به؟؟؟).
رفع أبي يده إلى أعلى وصاح:
(العدالة، سنحقق العدالة بأنفسنا، فالقاضي أهدى لهذا المجرم حبة حلوى مما يدل أن في الأمر لعل).
لا بد أن أبي كان يتخيل نفسه فارس من فرسان طاولة من الطاولات.
وضحكت أمي ضحكة شريرة ترتعب لها الفرائس:
(سنفعل ذلك، سيكون أول تربص تطبيقي تجريبي لابننا قاضي القضاة المعظم،
سيجرب القضاء في أخيه... ها.. ها.. ها..).
فقاطعها أبي كالمغفل: (لكنه لم يتلق أي درس نظري؟!).
(لا يهم، أنا سأكتب الحكم، وأنت تكون الادعاء والشاهد في نفس الوقت...).
وقاطعها أبي مرة أخرى: (ماذا عن الدفاع؟؟؟).
(نعم.. إنها الشجرة.. التينة العجوز.. ها.. ها.. ها..).
والتفت أمي إلى ابنها قائلة:
(يكفينا إمضاؤك فقط، وحضورك الشرفي في القاعة، حضورك سهل،
أما الإمضاء فسأمسك يدك ثم نمضي معا، ثم نقرؤه عنك بالنيابة. ها.. ها.. ها..).
ضحك أبي ثم قال: (أنت ماهرة يا عزيزتي، ما هو الحكم الذي سيصدر في حقه؟
وكيف سنقنع المحكمة الأولى بتنفيذه؟؟).
أظن أن أبي بدأ يحسن من طريقة تفكيره.
أجابت أمي على الفور: (القضية عائلية وأسرية وداخلية،
أليس هذا ما أقرته المحكمة قبلا، أما الحكم فهو الإعدام شنقا حتى الموت بواسطة حبل متين).
وصاحا معا: (الإعدام للمجرمين، العدالة.. العدالة..).
هناك عرفت أن النهاية قد اقتربت، وأن أملي في النجاة أصبحت
نهايته تؤول إلى الصفر كلما آلت المسافة التي تفصلنا عن البيت إلى الصفر.
فجأة أوقفت أمي السيارة:
(سأذهب لأشتري حبلا ننفذ به الحكم، ابق مع قاضي القضاة المعظم،
واحذر أي اعتداء من طرف المجرم يودي بحياته أو حياتك،
هو القاضي وأنت الشاهد، حياتكما غالية، سيفعل المجرم أي شيء ليعطل المحاكمة).
أخرج أبي صدره قائلا: (لا تخافي أعرف كيف أحميه وأحمي نفسي).
بعد أن ابتعدت أمي حمل أبي أخي وابتعد به عن السيارة من أجل حمايته، أحمق حقا، ولا يزال يثبت أنه أحمق.
كانت فرصة لا تعوض، لذا اغتنمتها دون تردد وفررت من المكيدة، إنها الحرية.

حوادث مأساوية في الشارع:

كنت أمشي على الرصيف ببطء شديد، وأحبو مرة على مرة...
بعد أن سرت لمسافة مائتي متر، رأيت ظلي في مرآة كبيرة، ذهلت في البداية،
ظننت أن قاضي القضايا العائلية يتبعني، لكنني سرعان ما عرفت أنه ظلي لأنه
كان يقلدني في كل شيء، عرفت ذلك بعد أن تذكرت أبي الذي وقف مرة أمام المرآة
ثم صاح في أمي، ها قد أصبحت اثنين، فقالت له إنه ظلك، فقال وما يدريك بأنه ظلي ولست أنا ظله.
فتح أحد الرجال تلك المرآة، لقد كانت واجهة محل.
توجه الرجل نحوي، ثم انحنى علي بعطف يسألني ويلاعبني،
كانت أول مرة أشعر فيها باللطف والحنان... لكن ذلك لم يدم سوى ثوان.
في ذلك الوقت وفي الطابق العشرين من تلك البناية كان أحدهم
يصلح الهوائي المقعر بواسطة مطرقة كبيرة، فوقنا مباشرة.
وسقطت المطرقة، من علو حوالي سبعين متر.
صحيح أن سرعتها الابتدائية تساوي الصفر،
إلا أنها كانت تكسب عشرة أمتار إضافية كل ثانية.
أصابت المطرقة رأس الرجل اللطيف بسرعة مائة وخمس وثلاثين كيلو متر في الساعة،
فتحول إلى قالب لصنع المطرقات، وكان الضحية الأولى.
ارتعبت وعدت قليلا إلى الوراء، أحسست أن شيئا ما يقترب،
إنه الرجل الذي كان فوق لقد سقط ليرتطم بالأرض بنفس السرعة، أصبح مثل عجينة البيزا، الضحية الثانية.
أسرع رجلان إلى عين المكان، واحد يسبق الآخر بسنتمترات.
وصل الأول، نظر إلى الضحيتين، أحس الثاني أن شيئا ما سيقع عليه،
نظر إلى فوق، إنه صحن طائر، للأسف هذا ما اعتقده ومات على ذلك.
لقد كان الهوائي المقعر، صحيح أن أرخميدس استعمل دافعته حتى يخفف من سرعة الصحن،
إلا أن سرعة الارتطام كانت كافية ليصير رأسه قادرا على التقاط موجات القنوات الفضائية
وينضم إلى الضحايا الثلاثة، وذلك لأن الرجل الأول لم يجد الوقت ليهرب من الجهاز الرقمي،
الذي جذبه سلك التوصيل العالق في الهوائي والذي وصل إلى الأرض قبل الصحن.
كانت سرعة الارتطام بزاوية حادة من زوايا الجهاز كبيرة جدا.
أطلت امرأة من النافذة حيث كانت الضحية الثانية وهي تصيح وتنوح:
(لقد التقينا البارحة فقط، لم يجمعنا هذا المنزل إلا البارحة...).
بدأ الجميع يتأسف ويعظم للمرأة الأجر في عريسها الذي لم تعاشره إلا يوما واحدا، أمر مؤسف حقا لكنه قدر الله.
إلا أن المرأة بدأت تصيح: (لقد ضاع ما جئت به لأجله، المسلسل الأجنبي،
سأضطر إلى مشاهدته عند جارتي التي سئمت كثرة زيارتي...).
عجيب أمر هذه المرأة، لقد كانت تقصد الجهاز وليس زوجها.
انطلقت فارا من المكان خشية حوادث أخرى، لكن أحدهم عثر علي وسلمني إلى الشرطة ثم إلى ميتم حيث تربيت وترعرعت.
بلغت خمسة عشر سنة بسرعة، وقررت ترك الميتم والتوجه إلى الشارع.
فكرت في احتراف السرقة، لذا اجتهدت في البحث عن معلم، كما يقال لا علم بلا معلم.


TO BE CONTINUED
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرواية الرائعة: صاحب اسوإ حظ في العالم .تم الجزء4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القصص و الروايات :: الـــــــــــــــرواياتــ-
انتقل الى: