السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الموضوع أردت أن انقل لكم بعضا من إحساسي الضائع أتمنى أن ينال إعجابكم
كنت افرح حينما يأتي العيد وأبقى مستيقظة طوال الليل انتظر شروق الشمس حتى اذهب لزيارتهما
استمتع كثيراً حينما اسمع الدعوة الرائعة من افواههما : الله يستر عليك ياابنيتي ، الله يوفقك ياابنيتي وغيرها من الدعوات التي تبهج القلب وتسعد الروح.
ولكن كل ذلك أنتهى فقبل خمس سنوات مازلت اتذكر ذلك التاريخ جيدا الخميس 24/5/1429هـ
كنت نائمة في آمان الله وإذ بأمي توقظني وتقول لي : دانة قومي جدتك تعبانه مره ، استيقظت وذهبت الى خزانتي كي اخذ منها الملابس فتأتي امي لتقول لي :يلا ماخلصتي ، فقلت : ماادري وش البس >>> حسيت الحين اني وقتها مالي داعي .
فترد علي : الناس عزاء وانتي تقولين وش البس شعرت وكأن احدا صفعني على وجهي وكلمة(عزاء) تترد في ذهني ذهبت مسرعة إلى أخي فقلت : وش صاير فقال: روحي للطاولة وشوفي الورقة الي عليها كان وجهه مندهشا مصدوما ، وعندما اقتربت منها رأيت ماكتب في الورقة :الوالدة تطلبكم الحل والإباحه .
امتلأت عيناي بالدموع وذهبت مسرعه الى غرفتي وبكيييت جائتني امي لتهدئني ارتديت ملابسي وذهبت الى بيت جدتي رأيت السيارة التي ستحمل فيها عدت للبكاء مرة اخرى دخل اخي وعاد الينا وقال: ابوي يقول روحوا وتعالوا بعدين .
صباح اليوم التالي الكل يستعد كي يذهب ليلتقي بها اخر لقاء كنت مترددة بالذهاب ونصحتني امي بالبقاء فبقيت لأنني اخاف ألا اتحمل منظر رؤيتها هكذا.
إلى هنا يتوقف قلمي لهذه الذكرى المؤلمة وسأنتقل إلى الذكرى التي آلمتني اكثر من ذلك بكثير فقد فقدت بها جدتي الآخرى والتي كنت أشد تعلقا بها من جدتي الاولى.
بعد انتهاء عزاء جدتي ذهبنا الى بيت جدتي الاخرى ودخلت عليها غرفتها وكانت ترحب بي كعادتها : يا مرحبتين ومسهلتين ببنت ......
جلست على سريرها وبدأت تتحدث عن جدتي المتوفاة : ماشاء الله عليها انسانه خلوقه وطيبه الله يرحمها ويغفر لها وانا امك الطريق ذا كلنا سالكينه الله بس يحسن خاتمتنا ويرحمنا برحمته .
اليوم من سوف يقول لي هذا الكلام من سوف يعوضني فراقها فكل اسبوع اذهب لزيارتها وتتحدث معي عن بعض ما يضايقها وكنت احاول ان اصبرها لأن الحياة كلها شقاء .
مع نهاية كل زيارة تقول لي : يابنيتي لاتقاطعونا زورونا وأقول لها : ان شاءالله يمه ، ولكن الانشغال بالدراسه لايبقي من وقتي شيئاً
حتى جاء ذلك اليوم، الاحد 24/9/1433هـ كنت انا وامي نستعد للذهاب إلى السوق واذ بجرس الباب يرن وطرق غير طبيعي على الباب فذهبت الي الباب وعرفت بان الطارق خالي سألني عن أمي فقلت بالداخل واذ بامي تقابله في منتصف طريقه اليها سألته : وش فيك أهلي فيهم شئ أمي فيها شئ .
صمت فتحدثت : أن شاءالله مافيهم الا الخير ،بعد جملتي مباشرةً رمى خالي علينا ثلاث كلمات لم استوعبها : الوالدة تطلبك الحل .
صرخت امي وجلست على الكرسي وهي تدعو لها وتردد: لاحول ولا قوة إلا بالله وانا انظر لخالي ومندهشة مما قال كالعادة ذهبت الى غرفتي لآبكي ثم سمعت نداءه قال لي : يلا جيبي عباية أمك بنروح ،فنطقت مسرعه : بروح معكم.
ثم ذهبنا لبيت جدتي كان كئيبا ليس ككل مرة حينما ادخل اسمع صوت التلفاز عاليا او الراديو لااسمع سوى صوت بكاء ومضى اليوم بكاء ودعاء لها .
اليوم التالي استعد الجميع للذهاب للقاءها اللقاء الاخير تشجعت هذه المره وقلت لأمي بأنني سأذهب
وحينما انتهوا من غسلها فتحت المغسلة الباب دخلت وانا ارتجف لاأعلم لماذا هل لأنني سأدخل ولن ارى ابتسامتها و ترحيبها بي ام لأنني لاأصدق بأنني سأراها على هذا الوضع قبلت رأسها وخرجت وانا انظر لوجهها لأحفظ ملامحها في ذاكرتي للأبد.
نصيحة : إن كان لكم جده على قيد الحياة لا تتركوها زوروها فزيارتكم لها أعظم سعادة وأجر.
أعتذر على الاطاله وإن كان هناك أخطاء لغوية فـ لست من المتبحرين فيها